في عالم المطاعم، يعتبر بناء حضور رقمي قوي واستثمار استراتيجيات التسويق الرقمي بشكل فعّال من أهم عناصر النجاح في السوق التنافسية اليوم. في هذه الدراسة، نستعرض كيف تمكنا في مكاسب باستخدام استراتيجيات التسويق المناسبة من جعل أحد المطاعم يحقق مبيعات تجاوزت 4800 دينار كويتي مع معدل عائد على الإنفاق الإعلاني وصل إلى 3.8 ضعف.
كل ذلك في شهر واحد فقط من خلال موقعه الإلكتروني، بالرغم من كل التحديات التي واجهها. سنتعرف على المشكلات التي تم التغلب عليها، والخطط التي تم وضعها بعناية لتحقيق هذا النجاح، بالإضافة إلى الاستراتيجيات المستخدمة لتعزيز التجربة الرقمية للعملاء وزيادة المبيعات.
المشاكل التي واجهتنا
- عدم توفر محتوى كافٍ ومتنوع يُمكننا من إنتاج عدد كبير من الفيديوهات واختيار الأفضل منها
- المحتوى المناسب يهدف إلى تشجيع العملاء على زيارة الفرع بدلاً من تحفيزهم لطلب الطعام عبر خدمة التوصيل، حيث يركز على إبراز أجواء المطعم وأساليب التقديم وغيرها.
- لم تكن هناك إمكانية للاستفادة من أكواد الخصم الخاصة بالمؤثرين أو العمل معهم عبر الشراكات أو الإعلانات المشتركة (Spark Ads).
- إيقاف خيار الدفع عند الاستلام لأكثر من نصف الشهر كان سبباً رئيسياً في عدم إكمال العديد من العملاء لعملية الشراء.
- وجود تنوع كبير في المنتجات دون وجود تخصص محدد، مما تسبب في حالة من الإرباك للعملاء، على عكس التوجه الحالي لمعظم المطاعم التي تعتمد على التخصص والتركيز.
الهدف الرئيسي الذي قررنا العمل على تحقيقه خلال أول الشهر
- تحقيق مبيعات بقيمة 3000 دينار.
- تحقيق معدل عائد على الإعلانات يساوي 3 أضعاف.
المنصات الإعلانية التي تم العمل عليها
- ميتا
- تيكتوك
الخطة التي اتبعنها خلال أول شهر
قبل البدء في تنفيذ الخطة تم عقد اجتماع مع العميل والاتفاق على ما يلي:
- التركيز على تعزيز العلامة التجارية وتصوير المزيد من المحتوى لزيادة الانتشار وبناء الثقة.
- تصوير محتوى من داخل المطعم.
- التركيز على المنتجات الأساسية مع حذف باقي الأصناف من الموقع.
- تفعيل خيار الدفع عند الاستلام.
بعد أن تم الاتفاق على النقاط الرئيسية، بدأنا العمل على المتجر لتحقيق الأهداف البيعية التي وضعناها حيث قمنا بما يلي:
- إجراء تغييرات جذرية على صفحة الهبوط الخاصة بالمتجر، من حيث التصميم، الترتيب، وتحديث المحتوى دوريًا بما يتماشى مع العروض المختلفة.
- إنشاء بيكسلات جديدة على جميع المنصات لتفريق الجماهير بناءً على سلوكياتهم بين الموقع الإلكتروني والتطبيقات، مما يسهل الوصول لكل فئة بطريقة فعّالة في حملات “إعادة الاستهداف” لاحقًا.
- تقديم اقتراحات لشكل المحتوى المطلوب تصويره مع اختيار أفضل مجموعة منتجات لتصويرها في فيديو واحد بناءً على البيانات المتوفرة.
- استغلال المحتوى المتوفر لإنشاء نسخ متعددة من الفيديوهات، من بينها فيديو حقق أفضل أداء خلال الشهر.
- تنفيذ حملات تسويقية عبر واتساب خلال أوقات الذروة وأيام العطلات، لضمان تحقيق نتائج أفضل بتكاليف أقل.
- اقتراح عروض قوية مناسبة لنهاية العام لجعل اسم “باروس” بارزًا بين المنافسين.
- تقديم كود خصم حصري بنسبة 15% للعملاء الحاليين.
- تعديل العروض على الموقع الإلكتروني وإزالة عروض الجمعة البيضاء.
- إيقاف الإعلانات المتعلقة بالجمعة البيضاء.
- تصميم إعلانات جديدة.
- تقديم خصم بنسبة 50% على قسم الباستا.
- تحديث رابط “Linktree”.
- التعاقد مع اثنين من المؤثرين، نشر الفيديوهات الخاصة بهم، وتوفير كود خصم خاص بنسبة 10% لكل مؤثر.
- إعادة استهداف العملاء السابقين بحملات رسائل تتضمن خصم نهاية الأسبوع بنسبة 10%.
- دراسة تفصيلية لرحلة العملاء داخل الموقع الإلكتروني، مع تقديم توصيات لتحسين الأداء على فترات مختلفة:
- تغيير البانر في الموقع الإلكتروني.
- استبدال صور المنتجات بصور ذات جودة عالية تجذب الانتباه.
- إعادة ترتيب الموقع وإبراز المنتجات الأكثر مبيعًا (المذكورة في الإعلانات) في واجهة الموقع.
- تفعيل خيار الدفع عند الاستلام.
- العمل على زيادة عدد التقييمات في الموقع.
- تحليل لرحلة العميل على الويب سايت، حيث قمنا بتحليل شامل لرحلة العميل على الويبسايت وعالجنا كل مشكلة واجهناها كما يلي:
- نسبة انتقال العملاء من الصفحة الرئيسية إلى صفحة المنتج: 21% نسبة منخفضة، ولذلك اقترحنا إعادة ترتيب الموقع الإلكتروني وتفعيل خيار الدفع عند الاستلام.
- نسبة انتقال العملاء من صفحة المنتج إلى إضافة المنتج إلى السلة: 36% نسبة منخفضة، ولذلك اقترحنا زيادة التقييمات في الموقع الإلكتروني وتحسين جودة صور المنتجات لتكون أكثر جذبًا.
- نسبة انتقال العملاء من إضافة المنتج إلى السلة إلى صفحة الدفع Checkout: 59% نسبة مقبولة.
- نسبة انتقال العملاء من صفحة الدفع إلى إتمام عملية الشراء: 38% نسبة منخفضة، لذلك اقترحنا تقديم عرض للتوصيل المجاني أو ظهور نافذة منبثقة (Popup) في هذه المرحلة تحتوي على خصم يحفز العملاء على إتمام عملية الشراء. كما تم تفعيل خيار الدفع عند الاستلام، مما أدى إلى رفع النسبة بعد أن كانت 18%.
النتائج التي حققناها خلال أول شهر
نجحنا في تحقيق الأهداف التي وضعناها، بل وحتى تجاوزنا الهدف، حيث حققنا مبيعات بأكثر من 4.800 دينار كويتى بمعدل عائد على الإعلانات وصل إلى 3.8 ضعف.
نجاح هذا المطعم في تحقيق هذه المبيعات القياسية خلال شهر واحد يعكس أهمية التركيز على تحسين تجربة العملاء، واستخدام الأدوات الرقمية والتسويقية بشكل مدروس. من خلال مواجهة التحديات بمرونة وتنفيذ استراتيجيات فعالة، استطاع المطعم ليس فقط تحقيق أهدافه بل تجاوزها. هذه القصة تؤكد أن النمو المستدام يعتمد على الابتكار المستمر، والاعتماد على البيانات، والتفاعل مع العملاء لتحقيق تجربة متكاملة تعزز ولاءهم.
